ملكه مراقبة فسم
عدد المساهمات : 248 نقاط : 10671 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: التوحيد اولا الأربعاء ديسمبر 01, 2010 3:58 am | |
| التوحيد أولا عادل الشعيبي نعم التوحيد أولا, لست بحاجة إلى ان أقول :لماذا؟ثم أجيب بعشرات الإجابات المصحوبة بالأدلة العقلية والنقلية التي تدل على ذلك,لأن القضية هذه باتت من المسلمات التي قد يعاب من يطيل النفس في ذكر أدلة ثبوتها. غير أن الذي يحتاج إلى شيء من البيان هو تسليط الضوء على المفهوم الكلي للتوحيد الذي قد يختزل في معنى واحد من معانيه أو جانب منه,مع أن هناك معاني وجوانب أخرى منه ربما لا يخطر ببال أحدنا أن يعطيها شيئا من الوقت لدراستها,وربما لا يكلف نفسه حتى القليل من المطالعة والنظر في الكتب التي ألفت فيها,وإنك لتعجب أن هذه الجوانب من التوحيد التي أعرض عنها اليوم جمهور المتعلمين ومعلميهم أهم بكثير من كثير من المسائل العلمية التي تصرف الأعمار في النظر والجدل فيها,مع أنه لا يستفيد منها المسلمون إلا مزيدا من التمزق والفرقة. و أظن إن هذا الجانب المهمل من التوحيد هو الذي يمكن أن يجمع الشتات الفكري الذي تعيشه المدارس الإسلامية,و هو الذي يمكن أن يتفقوا فيه جميعا على كلمة واحدة,ولكن لأن أمتنا لا تريد ــ أو قل لا يراد لها ــ أن تتوحد فهم لا يعنون به كثيرا.فقد آثر الكثيرون أن يعيشوا في دائرة مفرغة, يظل أحدهم يلتوي حول نفسه إلى أن يقع,فإما أن تتداركه رحمه الله تعالى فينهض من جديد,وإما أن يقع على هامة رأسه فتنفلق. وهذا الجانب الذي أشير إليه له علاقة مباشرة بكل أقسام التوحيد,فهو يغوص في صلب الوحدانية المطلقة التي تجب للحق تبارك وتعالى,وكانت هناك فرص كثيرة للتحدث عنه ونحن ندرس أول المختصرات التي ألفنا أن نعلمها صغارنا بله المطولات. ولكن هذا لم يحصل!!! لقد شغلنا طويلا بأنفسنا ولم نعر غيرنا شيئا من اوقاتنا,إن المريد فينا حين يتلقى درسا في التوحيد لا يدور في خياله إلا صوفيا يفضح جهله ويبدي سوءته أو أشعريا يبهرج زغله أو معتزليا يقضي على عقله وسفسطته. لكنه لم يخطر بباله يوما نصرانيا يكشف شبهته,ويزيف عقله,فيقضي على شركه وتثليثه. ولعلك تلاحظ أن الكتب التي تهتم بهذا تظل السنين الطويلة حبيسة الرفوف والأدراج,لا تمتد إليها يد لامس,وكثير منها ربما هي الى اليوم متلاصقة الأوراق لا تزال بكرا لم تفض بكارتها. وفي الحين الذي يدنو منها أحد فإنما هو لطلب شيء آخر خارج عن موضوعها طالبا له في غير مظانه. لقد اعتنت المدرسة السلفية بكتب شيخي الإسلام تقي الدين ابن تيمية وتلميذه الأول شمس الدين ابن القيم,وكان ينبغي أن يكون هذا أحد الجوانب الذي تميزت به هذه المدرسة عن أخواتها,وصار غاية ما يسعى إليه الطالب هو احتساؤها والتتلمذ عليها,وورود نهرهما الغمر,ولا شك أن هذه غاية نبيلة وطريق واسع مهيع لنيل العلم من أعذب موارده,ولكنك تفاجأ بانتقائة غريبة عند قراءة كتبهما,فهناك كتب ألفاها تشكوا من هجر طويل لم تر نور الشمس ولم تستنشق هواء نقيا منذ تصفيفها وعميلة طباعتها. وكتب أخرى كانت أحسن حظا من هذه,لكنها هي الأخرى لم تسلم تماما مما عانت منه شيقيقاتها. فمن الأول كتاب "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" للشيخ تقي الدين ابن تيمية و كتاب"هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى" لا بن القيم عيهما رحمة الله,فهذا الكتابان على غزارة مادتهما في موضوعهما إلا أنما لم يتمتعا بشيء من العناية. ومن النوع الثاني كتاب "إغاثة اللهفان" مثلا,فلا أظن أحد ينسب للعلم شغوفا بجمعه إلا وكان هذا الكتاب من أهم مصادره ومراجعه,لا سيما فيما يتعلق بتوحيد الإلهية’فقل أن تجد باحثا معاصرا يتحدث فيما يتعلق بالقبور وما يحصل عندها من صور الشرك ومظاهره إلا كان هذا الكتاب هو المرجع الأول من كتب ابن القيم رحمه الله,لكن الغريب أن قليلا منا من يتجاوز هذه المواضع ليصل إلى آخره حيث يناقش مؤلفه ما يتعلق بالعقائد اليهودية والنصرابية,حيث تبدو مهاراته القتالية وتظهر لكل ذي عين فروسيته. فلماذا هذا العزوف عن تعلم هذا الجانب الكبير من التوحيد,الذي هو اليوم أهم ما يحتاجه الداعية الى الإسلام,حيث تلاقت أطراف الدنيا,وصار المسلم يلتقي بأصحاب تلك الديانات في كثير من المناسبات. ترى كيف يمكن أن نتحاور معهم؟ كيف يمكن أن نجادلهم ونحن لم نتعلم كيف ننقض عقائدهم؟,فليس هذا بالسهل كما يظن الكثير. إنني من أجل أن أدعو مسيحيا ــ مثلا ــ إلى الإسلام,لا بد أن أبرهن له على فساد معتقده حتى أتمكن بعدُ من إلقاء العقيدة الصحيحة على قلبه. إنه يظن أن عيسى هو الله,هذا من المسلمات التي لا يقبل فيها الجدال,فكيف لي أن أبرهن له أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاه إلى مريم وروح منه؟! هل تظن هذا يسبرا؟! إننا نحن المسلمين نوقن بأن التوراة والإنجيل قد عبث فيها أيدي المحرفين قرونا طويلة حتى غدتا أعز من عنقاء مغرب كما يقول القرافي رحمه الله,لكن القوم وأخص المسيحيين بين أيدهم كتاب يسمونه "الكتاب المقدس" ويطلقون عليه "كتاب الحياة"يقولون إنه الذي نزل من السماء من لدن الرب,يؤمنون به كما نؤمن نحن بالقرآن الكريم. وأنا كمسلم لا أقبل أن أقارن في نفسي بين القرآن الكريم وبين كتابهم المحرف المفترى,لا لأني ورثت القرآن عن أبي وجدي,ولكني قرأت كتابهم الذي يؤمنون به, فزاد إيماني وثقتي بالقرآن الكريم. لكن من أجل أن أقنع المسيحي بالإسلام لا بد أولا أن يقتنع بأن القرآن هو كلام الله الحق الذي لم تستطع أن تعبث فيه أيدي العابثين,وأن ما يسمونه الكتاب المقدس الذي يؤمنون به لا يعدو أن يكون كتاب تاريخ نسب ــ ولا أقول كتبه ــ إلى أشخاص قيل إنهم تلاميذ المسيح عليه السلام. فكيف يمكن أن أثبت هذه الدعاوي للمسيحي الذي لا يؤمن بالقرآن ولا يقبل شيئا مما جاء به؟! إذا قيل لك :أثبت لي أن القرآن هو كلام الله. برهن على أن الكتاب المقدس الذي بين أيدينا ليس هو كلام الله,وأن عيسى ليس بإله,أو أنه لم يصلب. أو قيل لك :برهن على محمدا ــ عليه الصلاة والسلام ــ نبي. وهكذا أسئلة كثيرة نعرف إجاباتها ونوقن بها لكننا لا نستطيع أن ندعو غير المسلمين ــ وأخص المسيحيين ــ إليها لأننا لا نمتلك القدرة العلمية المتعلقة بهذا الجانب من التوحيد الذي نتغنى به . إننا نسمع كثيرا من شيوخنا ومعلمينا في من يسافر إلى بلد غير مسلم أنه لا بد له من علم يحميه من الشبهات,فأتساءل أين أتعلم هذا العلم الذي يحميني من شبهات المنصرين التي تقتلع القلوب. لقد درست جل ما نعرفه من كتب العقائد التي تعود مشائخنا تلقينها للمريدين,لكنني إلى ذلك الحين لم أستطع أن أرد شبهات المنصرين ,ولم أستطع أن ألقي على قلوبهم شيء من الحق الذي أعتقده . لقد التقيت يوما بطبيبة نصرانية فأردت أن أدعوها إلى الإسلام فصرت بين يديها أضحوكة,و لما عدت إلى مكتبة ما كان في أعالي رفوفها كتب مليئة بالغبار,لا تصل إليها الأيدي ولو لتنظيفها,فوجدت فيها بغيتي,وزالت بالنظر فيها حيرتي,ونظرت في المواضع التي كنت لا أرغب فيها من كتب ابن القيم,وغيرها من كتب المتقدمين والمتأخرين,وبعد أيام ذهبت أبحث عن تلك الطبيبة,طالبا للثأر منها,فحصل ما كنت أريده.والحمد لله ومعاذ الله أن نستهين بشيء من الكتب التي تلقيناها عن شيوخنا,سواء كان في التوحيد أو الفقه أو الأخلاق أو غيرها,لكن الحقيقة التي ذقناها أن هذه الكتب لا تعلم أصحابها كيفية نقض العقائد المسيحية واليهودية,ولا تكشف زيف الشبه التي يلقيها المنصرون وهم يجوبون العالم من أقصاه إلى أدناه. وإذا كان لدى البعض شيء من الحساسية في مطالعة الكتب التي تتحدث عن هذا,فالمكاتب الإسلامية تزخر بكثير من الكتب التي تناقش عقائد القوم. وما من مدرسة من المدارس الإسلامية إلا وفيها مؤلفون متمرسون كانت لهم يد طولى,في مناقشة الأديان الأخرى وبيان فساد عقائدها,وتجلية محاسن الإسلام وسموه عن كل الأديان والأنظمة التي عرفها البشر. | |
|
الملك
المدير
عدد المساهمات : 479 نقاط : 11300 تاريخ التسجيل : 09/11/2010
| موضوع: رد: التوحيد اولا السبت ديسمبر 04, 2010 7:21 pm | |
| جزاك الله عنا خير الجزاء تقبلي مروري ملكه دمتي بود | |
|
ملكه مراقبة فسم
عدد المساهمات : 248 نقاط : 10671 تاريخ التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: رد: التوحيد اولا الأحد ديسمبر 05, 2010 1:43 am | |
| | |
|